شهدت حركة انتقال اللاعبين الجزائريين تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تركز إهتمامهم على الدوريين الإماراتي والسعودي، بالإضافة إلى قطر، بينما تقلصت وجهاتهم إلى المغرب وتونس، وعادت الأندية الجزائرية لتجذب اللاعبين المحليين بفضل المرتبات العالية التي تقدمها، والتي تصل إلى مليار دينار وأكثر.
ومن جهة أخرى، تضاءلت فرص الاحتراف في الأندية الأوروبية ذات الرواتب المتدنية مقارنة بما تقدمه بعض الأندية الجزائرية. فعلى سبيل المثال، اللاعب بشير بلومي، الذي ينشط في دوري برتغالي متوسط المستوى، يتقاضى مرتبا أقل بكثير مما كان يتقاضاه يوسف بلايلي في مولودية الجزائر.
أحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه هو يسري بوزوق، إبن قسنطينة وخريج أكاديمية بارادو، الذي تألق مع نادي الرجاء البيضاوي المغربي وتلقى عروضا من أوروبا، لكنه اختار الانتقال إلى الدوري السعودي بحثاً عن المكاسب المادية بدلا من التطوير الرياضي أو الألقاب.
وفي هذا السياق، نجد استثناءات نادرة مثل أمين عمورة، الذي يسعى لتحقيق المجد الكروي في دوريات كبرى دون التركيز على المال.
ومع ذلك، الغالبية العظمى من اللاعبين الجزائريين يفضلون الانتقال بين الأندية والبلدان بناءا على من يدفع أكثر.
هذا الإتجاه نحو الأندية الثرية يجعل من الصعب رؤية لاعبين جزائريين يرتقون للعب في أندية أوروبية كبيرة مثل برشلونة أو يوفنتوس أو توتنهام، والتي تتطلب تضحية ومغامرة كما فعل رابح ماجر قبل نحو أربعين عاما.
اللاعبون الجزائريون الذين ينتقلون للعب في السعودية يعتمدون على وجود نجوم عالميين مثل رونالدو وبن زيمة، غير أن هؤلاء النجوم لديهم خلفيات إحترافية متميزة في أندية كبرى وفازوا بجوائز عالمية مثل الكرة الذهبية ودوري أبطال أوروبا.
وفي المقابل، يسعى اللاعبون الجزائريون لتحقيق المكاسب المالية مع الأندية الخليجية دون النظر إلى التطور الرياضي في أوروبا.
معركة الإنتدابات بين الأندية الجزائرية، وخاصة الفرق العاصمية، أصبحت تعتمد على القدرة المالية بدلا من القيمة الفنية للاعبين.
وهذا الوضع يجعل من الصعب تحسين المستوى العام للمنتخب وللدوري الجزائري، الذي يعاني من صعوبة المنافسة في دوري أبطال إفريقيا، مما يترك الأفضلية لأندية لا ترتقي فنيا إلى المستوى المطلوب.