إنجازات وجدل يزينان تاريخ مشاركة النجوم الأولمبيين الجزائريين في الألعاب أولمبياد باريس

حققت المشاركة الجزائرية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، التي اختتمت الأحد الماضي، حضورا لافتا ليس فقط في الميدان الرياضي، بل أيضا من خلال الأحداث المثيرة للجدل التي صاحبتها.

وعلى الرغم من أن الجزائر حققت إنجازا تاريخيا بفوزها بميداليتين ذهبيتين في دورة واحدة لأول مرة منذ أولمبياد أتلانتا 1996، إلا أن النقاشات الحادة إمتدت إلى خارج الملاعب لتجعل من هذا الأولمبياد الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المشاركة الجزائرية.

وشارك الوفد الجزائري في أولمبياد باريس بـ46 رياضيا تنافسوا في 15 تخصصا، وراهن الجميع على عودة الجزائر إلى منصات التتويج بعد الأداء المخيب في طوكيو 2020.

ومع فوز كيليا نمور بذهبية الجمباز الفني، وإيمان خليف بذهبية الملاكمة، بالإضافة إلى برونزية جمال سجاتي في سباق 800 متر.

ولكن خلف هذا النجاح، برزت أربعة أحداث أثارت الجدل ونالت اهتماما واسعا، وهو ما سنتناوله في هذا التقرير.

إيمان خليف تواجه العنصرية وتنتصر بالذهب

أثارت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ضجة كبيرة في أولمبياد باريس 2024، حيث كانت ضحية لحملة عنصرية شرسة شنها الإتحاد الدولي للملاكمة ومنافسوها وشخصيات سياسية وإعلامية، شككوا في أنوثتها وأهليتها للمشاركة في فئة السيدات، ولكن إيمان ردت بقوة، سواء على الحلبة أو خارجها، لتحقق ميدالية ذهبية تاريخية، وتصبح أول عربية وإفريقية تفوز بالذهب في الملاكمة النسائية في تاريخ الأولمبياد.

وكان نصرها تأكيدا على صلابتها النفسية وقدرتها على التصدي للضغوط والهجمات “غير الإنسانية” التي تعرضت لها.

دراما إدريس مسعود والرفض المثير

المصارع إدريس مسعود كان من أوائل الرياضيين الذين أثاروا الجدل في أولمبياد باريس. بعد أن أقصي من الدور الـ16 في فئة أقل من 73 كيلوغراما بسبب زيادة وزنه بـ400 غرام، وأشارت التقارير إلى أن مسعود تعمد ذلك لتجنب مواجهة خصم إسرائيلي.

وهو ما أعاد إلى الأذهان موقف مواطنه فتحي نورين في طوكيو 2020، حيث أثيرت تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار، مما دفع الإتحاد الدولي للجودو لفتح تحقيق شامل في القضية.

كيليا نمور… من باريس إلى المجد

كيليا نمور، لاعبة الجمباز الشابة، أثارت اهتماما إعلاميا كبيرا بعد أن حصدت أول ميدالية ذهبية للجزائر في باريس 2024، والأولى للعرب وأفريقيا في تاريخ الأولمبياد في هذه الرياضة.

ولكن المفاجأة الكبرى كانت ردها على المنتخب الفرنسي الذي تخلى عنها عندما كانت تمثل فرنسا قبل أن تختار تمثيل الجزائر، الإعلام الفرنسي لم يتردد في الإقرار بأن البلاد خسرت موهبة ذهبية قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة في المستقبل.

جمال سجاتي وتفتيش الغرفة الغامض

رغم إكتفاء العداء جمال سجاتي بالميدالية البرونزية في سباق 800 متر، إلا أنه لم يكن بعيدا عن الجدل. فبعد دقائق من انتهاء السباق، أفادت تقارير إعلامية فرنسية بتفتيش غرفة سجاتي ومدربه بنيدة عمار من قبل الدرك الفرنسي ولجنة مكافحة المنشطات، مما أثار الشكوك حول إحتمال تناوله مواد محظورة.

ولكن التوضيحات جاءت سريعا من اللجنة الأولمبية الجزائرية وسجاتي نفسه، مؤكدة أن ما حدث كان مجرد إجراء روتيني شهدته العديد من الفرق الأخرى في القرية الأولمبية.

وفي النهاية، ورغم كل الجدل الذي أحاط بمشاركة الجزائر في أولمبياد باريس 2024، فإن الإنجازات الرياضية التي حققتها تبقى شاهدا على قدرة الرياضيين الجزائريين على التألق رغم كل الصعوبات والضغوط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *