في إنجاز تاريخي وغير مسبوق، دخلت الجزائرية إيمان خليف (25 عاما) سجلات التاريخ كأول امرأة عربية تحقق ميدالية في الملاكمة على مستوى فئة السيدات في تاريخ الأولمبياد.
وضمنت إيمان ميدالية برونزية على الأقل لبلادها في أولمبياد باريس 2024، بعدما تجاوزت اليوم السبت، المجرية لوكا أنا هاموري، لتضرب موعدا في نصف النهائي مع التايلاندية جانافاغ سوانافاغ يوم السادس من أغسطس الجاري، في سعيها للتأهل للنهائي والمنافسة على الذهب.
وأظهرت إيمان خليف تفوقا كبيرا على منافستها المجرية، حيث حسمت الجولتين الأولى والثانية بالنتيجة نفسها (5/0) وبإجماع الحكام، هذا التفوق لم يكن مجرد صدفة، بل نتيجة لمستوى عال من الأداء والجهد الذي بذلته وسط دعم جماهيري جزائري غير مسبوق، الجماهير الجزائرية، التي حضرت بكثافة لدعمها، كانت شاهدة على إصرارها وعزيمتها، خاصة في ظل الحملة الشرسة والتشكيك في جنسها الذي تعرضت له من قبل الكثير من الصحف العالمية وشخصيات معروفة على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وفي لحظة تاريخية عاشتها إيمان خليف بعد نهاية المنازلة وضمان تأهلها للدور نصف النهائي، حيث لم تتمكن من حبس دموعها في حلبة الملاكمة، هذه الدموع كانت نتيجة الضغوط الكبيرة التي عاشتها خلال الأيام الماضية، إلا أن شخصيتها القوية ظهرت بوضوح أمام منافستها المجرية.
وإستعدت إيمان جيدا من الناحيتين الذهنية والمعنوية، وكانت عازمة على أن يكون ردها قويا في الحلبة، على عكس لوكا هاموري، التي تهجمت عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أضاف بعدا إضافيا للمباراة بينهما.
وفي تصريحات مؤثرة لشبكة “بي إن سبورت” القطرية، وبعد ضمانها ميدالية لبلادها الجزائر، قالت إيمان خليف وهي تذرف الدموع: “إن شاء الله تكون هذه انطلاقة نحو الفوز بالميدالية الذهبية، وهذا يمر طبعا عبر الفوز في المنازلة القادمة أولا”.
وأضافت: “أشكر كل من ساندني وتعاطف معي في هذه القضية، إنها قضية كل أنثى، الجماهير العربية تعرفني منذ سنوات عكس الإتحاد الدولي للملاكمة الذي ظلمني، لكن الله كان معي”.
ويعد هذا الإنجاز خطوة هامة لإيمان خليف وللرياضة النسائية في العالم العربي، حيث تسعى الملاكمة الجزائرية لتحقيق المزيد من النجاحات ورفع راية بلادها عاليا في المحافل الدولية.