يعتبر ميركاتو الوداد الرياضي حتى الأن الأفضل في الدوري المغربي، حيث وضع النادي خطة واضحة تمثلت في إستقطاب أفضل المواهب من خارج البلاد، وهو أمر منطقي بالنظر إلى المستوى الحالي المتواضع للاعبين في الدوري المحلي، وندرة المواهب الجاهزة، ولهذا السبب، إتجه هشام أيت منا لجلب لاعبين مغاربة من الدوريات الأوروبية.
وهذا هو أقوى ميركاتو للوداد منذ عام 2009، عندما كان بادو الزاكي مدربا للفريق، حيث ضم الوداد وقتها أسماء كبيرة مثل أجدو، أرمومن، أيت العريف، لبهيج، برابح، ليس مويتيس، كوليبالي، وبنكجان، ومعظم هؤلاء اللاعبين جاءوا من خارج المغرب، نظرا لأن الدوري كان يعاني من قلة الجودة آنذاك.
ورغم هذه التعاقدات القوية، يجب التحلي بالصبر، كما يجب أن يكون المدرب الجنوب إفريقي موكوينا صاحب خبرة كبيرة ليحسن توظيف هذه المواهب والسيطرة على غرفة الملابس.
وقوة الأسماء قد تكون سلاحا ذو حدين، كما رأينا مع برشلونة في الفترة بين 2006 و2008، حيث كان الفريق يضم أفضل اللاعبين، لكنه عانى من نتائج سيئة بسبب الصراعات الداخلية وفقدان الانضباط.
ويجب على إدارة الفريق الأحمر أن تتخذ موقفا حازما، وتجعل كل لاعب يدرك أن مكانته أقل من قيمة النادي ككل، وهذا درس تعلمناه في الفترة بين 2007 و2011، عندما كان الوداد يمتلك أقوى تشكيلة في المغرب، ومن بين الأفضل عربيا، ولكن النتائج لم تكن على قدر التوقعات.
هشام أيت منا قام بدوره على أكمل وجه، لكن العمل الحقيقي يبدأ الأن، بفرض الإنضباط والتعامل بحزم مع أي لاعب يخالف النظام، ودعم المدير الفني ليعمل بصرامة وبدون أي ضغوط.
الإدارة القوية هي مفتاح النجاح، كما رأينا في تجارب أخرى، مثل تجربة بيرلوسكوني مع ميلان، حيث فرض إحترام الفريق على أفضل اللاعبين.