من قاعة الاحتجاج إلى قمة المجد:إيمان خليف من إستبعاد بطولة العالم إلى الذهب الأولمبي!

تترقب الجماهير في الجزائر والعالم العربي وحتى العالمي بشغف بالغ المواجهة المرتقبة بين إيمان خليف، البطلة الجزائرية ذات الـ25 عاما، ونظيرتها الصينية يانغ ليو البالغة من العمر 32 عاما، والتي ستقام يوم الجمعة في نهائي الملاكمة للسيدات في وزن أقل من 66 كيلوغراما ضمن فعاليات أولمبياد باريس 2024، الذي يستمر حتى 11 غشت الجاري.

وتكتسب هذه المواجهة أهمية خاصة، حيث يتواجه المصنفتان الخامسة عالميا إيمان خليف والثانية عالميا يانغ ليو في مباراة تحمل طابعا دراميا، وذلك في ظل الأحداث البارزة التي شهدتها المسابقة الأولمبية الحالية، والتي كانت فيها الملاكمة الجزائرية ضحية هجمات عنصرية وإنتقادات لاذعة من قبل الإتحاد الدولي للملاكمة وبعض وسائل الإعلام العالمية ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين شككوا في أحقيتها بالمشاركة في فئة السيدات.

الأمر الذي يزيد من شحنة التوتر حول هذا النزال هو الأزمة التي نشأت بين بطلة الملاكمة الجزائرية والاتحاد الدولي للملاكمة، والتي بدأت قبل مواجهتها مع يانغ ليو في نهائي بطولة العالم 2023 في نيودلهي.

وتلقت الجزائرية إشعارا من الإتحاد الدولي يبعدها عن النهائي بحجة “عدم إستيفاء معايير الأهلية”، مما أتاح ليانغ ليو الفوز بالميدالية الذهبية بقرار إداري، وهو ما زاد من إحباط خليف التي اعتبرت ذلك ظلما كبيرا. ولكن اللجنة الأولمبية الدولية أنصفتها، مما مكنها من المشاركة في أولمبياد باريس 2024، حيث أثبتت موهبتها وبراعتها في الساحة الأولمبية، متحدية الصعوبات والإنتقادات.

وفي سياق مشابه، أوردت صحيفة “ذا صن” البريطانية تقريرا حول النزال المرتقب، مشيرة إلى أن يانغ ليو رفضت التعليق على الجدل حول أهلية إيمان خليف في فئة السيدات، مكتفية بالتأكيد على تركيزها على تحقيق الميدالية الذهبية، وهو ما يعزز من أهمية هذا النهائي، خصوصا بعد إستبعاد خليف من نهائي بطولة العالم 2023 قبل 24 ساعة من اللقاء.

وستكون مواجهة يوم الجمعة مع يانغ ليو اختبارا صعبا لإيمان، ولكنها ليست مجرد فرصة للثأر من خسارة بطولة العالم، بل هي أيضا فرصة لوضع حد للجدل المثار حولها والتأكيد على قدرتها في الوصول إلى قمة التتويج.

ورغم جميع التحديات، أثبتت وصيفة بطولة العالم صلابتها الذهنية والنفسية والأخلاقية خلال مسيرتها في البطولة الحالية، حيث تجاوزت الإيطالية أنجيلا كاريني، المجرية أنا لوكا هاموري، والتايلاندية جانافاغ سوانافاغ، لتظهر قوة إستثنائية في كل مواجهة.

حتى وإن كانت بطلة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف قد ضمنت الميدالية الفضية بالفعل، فإن الحصول على الذهب سيزيد من قيمة إنجازاتها ويخلدها في ذاكرة الرياضة الجزائرية والعالمية.

إذ تسعى لتحقيق إنجاز يضاف إلى سجل الملاكمة الجزائرية الذي شهد آخر ميدالية ذهبية للفائز حسين سلطاني في أتلانتا عام 1996، وأخر ميدالية برونزية لمحمد علالو في سيدني عام 2000، إن إنجاز خليف سيكون علامة فارقة في تاريخ الرياضة النسائية الجزائرية، بغض النظر عن نتيجة النهائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *