من الحلبة إلى القضاء: إيمان خليف تبدأ معركة جديدة… تفاصيل الصراع القضائي  في باريس

إيمان خليف، البطلة الجزائرية في رياضة الملاكمة، الفائزة بذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس 2024، إتخذت خطوة قانونية جريئة ضد التنمر والتحرش الإلكتروني الذي إستهدفها على خلفية جدل حول هويتها الجنسية.

وبحسب ما أعلنه محاميها، نبيل بودي، في بيان رسمي صدر أمس السبت الماضي، فإن خليف تقدمت بشكوى رسمية في باريس متهمة المتورطين بتهمة التحرش الإلكتروني الحاد.

وجاء في بيان المحامي الذي نقلته صحيفة “الشروق” الجزائرية: “بعد إنتصارها المستحق بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، قررت إيمان خليف أن تبدأ معركة جديدة للدفاع عن كرامتها وسمعتها”.

وأضاف بودي: “لقد تواصلت السيدة خليف مع مكتبنا للمحاماة وقدمت شكوى ضد الهجمات الإلكترونية والتحريض على الكراهية الذي تصاعد عبر الإنترنت”.

الجزائرية توجت بالذهبية يوم الجمعة بعد أن تفوقت على الصينية يانغ ليو في مباراة حاسمة أُقيمت في مجمع رولان غاروس.

وجاء هذا النصر بعد سلسلة من التحديات التي واجهتها، بما في ذلك حملات تنمر وعنصرية قادها بعض الشخصيات البارزة في الغرب مثل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والمقدم البريطاني بيرس مورغان، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفي بيانه، أشار محامي البطلة الأولمبية إلى أن التحقيق الجنائي سيكشف عن المتورطين في هذه الحملة التي تستهدف النساء وتروج للعنصرية والتمييز الجنسي. مضيفا: “هذه الحملة ستظل وصمة عار في تاريخ هذه النسخة من الألعاب الأولمبية”.

إيمان خليف، البالغة من العمر 25 عاما، والتي شاركت في أولمبياد طوكيو 2020 دون إثارة أي جدل، وجدت نفسها في قلب عاصفة من الإنتقادات في باريس، حيث تمحور الجدل حول هويتها الجنسية بناءا على خلاف بين اللجنة الأولمبية الدولية والإتحاد الدولي للملاكمة.

ووصلت قضية الملاكمة الجزائرية إلى مجلس الأمن الدولي، حيث أثارت جدلا بين ممثلي الجزائر وروسيا بعد أن طرحت موسكو مسألة الجنس في رياضة الملاكمة خلال إجتماع حول المرأة والسلام والأمن.

وفي رده على الممثل الروسي، أكد ممثل الجزائر أن اللجنة الأولمبية الدولية نفسها شهدت على أهلية إيمان خليف التامة للتنافس كمرأة.

ومن جهتها، أدانت اللجنة الأولمبية الجزائرية بشدة حملات التشويه التي إستهدفت إيمان خليف وأكدت إتخاذها كافة الإجراءات اللازمة لحمايتها.

وفي تصريح إعلامي عقب فوزها بالميدالية الذهبية، قالت البطلة الجزائرية: “أنا إمرأة قوية وذات إمكانيات خاصة، وجهت رسالة من الحلبة لكل من كان ضدي”.

وأكدت إيمان في تصريحاتها أنها مؤهلة تماما للتنافس كمرأة وأنها ولدت ونشأت وتنافست كمرأة. وأضافت: “لقد واجهت حملة شرسة، وهذه الميدالية هي أفضل رد على تلك الهجمات”.

ومن جانبه، أكد وزير الشباب والرياضة الجزائري، عبد الرحمن حماد، في تغريدة على منصة “إكس”، أن الجزائر ستتخذ إجراءات قانونية صارمة ضد كل من يمس بسمعة إيمان خليف، مشددا على أن الجزائر لن تتسامح مع أي اعتداء على بطلتها.

وختم الوزير قائلا: “سنواصل الدفاع عن إيمان وعن كرامة المرأة الجزائرية بكل ما لدينا من قوة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *